الاثنين، 3 سبتمبر 2007

ADHDتطوير المهارات الاجتماعية عند أطفال

روحي عبدات/ اختصاصي نفسي تربوي
تتأثر المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه والحركة الزائدة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)، حيث يبتعد عنهم البعض نتيجة تسببهم بالعديد من المشكلات، ويتجنبهم زملاؤهم لخشونتهم في اللعب واندفاعيتهم غير المحسوبة العواقب، وكذلك فهم معرضون للعقاب داخل الأسرة والحرمان من المعززات، نتيجة الإرباكات التي يعملونها في البيت وإتلاف ممتلكاته أحياناً، وكثرة التأنيب والتهديد من قبل الوالدين، وشعورهم بالنبذ من قبل الآخرين، ونتيجة لكل ذلك يقل تفاعلهم الاجتماعي ويفتقرون للمهارات الاجتماعية المناسبة للموقف.
وكثيراً ما يوصف الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة بأنه طفل شقي، عنيد، لا يسمع الكلام، ولا يحترم الأوامر ولا الشروط التي يمليها عليه والديه، ولهذا يتعرض لمعاملة قاسية وربما ضرب متكرر ومخاصمة مستمرة من والديه، وقد ينتج عن هذا اضطراب في علاقته معهما بسبب لومهم له على أعراض لا يستطيع التحكم بها، وهو يغضب لأنهم يزيدون عليه من الشروط والعنف. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الطفل لا يعتبر مشاغباً بطبعه أو عديم التربية، لكن لديه مشكلة لها تأثير سيئ على تطوره النفسي وأدائه وعلاقاته الاجتماعية.
وكذلك تتأثر علاقته مع معلميه فتكون مضطربة، والسبب في ذلك أنه لا يستطيع السيطرة على حركته ولا الاحتفاظ بالتركيز لمدة طويلة ومن ثم يتم وصفه بأنه طالب مشاغب وكسول، ويستمر المعلمين في معاملتهم القاسية له، ويكثرون من نقده وبهذا تضطرب علاقتهم به، لدرجة يشعر فيها بأنه مكروه من قبلهم.ونظراً لأن الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز اندفاعي بطبيعته، لا ينتظر وقته المحدد للعب، ولا يعطي الآخرين فرصة للعب، وكثيراً ما يقع في خصام مع أقرانه، كل ذلك يؤدي إلى بسبب محاولة تجنبه من قبل أقرانه مما يشعره بالعزلة بشكل أكبر، ويبدأ في خصامهم بشكل مستمر انتقاماً لنفسه، ولهذا تضطرب علاقته معهم عموماً هذه الأسباب كلها.كل ذلك ينعكس على ثقة الطفل بذاته والسبب أنه مخاصم داخل البيت، وفي المدرسة، ولا يرغب به بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الانجاز بالشكل الجيد المناسب، فتتكون لديه صورة سلبية عن ذاته، ويترسخ في ذهنه الاعتقاد بأنه غير قادر على الأداء، وقد يعاني من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق.وعلى الرغم أن ذكاء بعض هؤلاء الأطفال يكون عادياً إلا أن تحصيلهم الفعلي يكون متدنياً وكثيراً ما يعيد دراسة المرحلة بسبب الرسوب، وبعض الأطفال يكبر وهو فاشل دراسياً، ويكون تحصيله العلمي اضعف من بقية أهله وأقرانه.
وتتلخص أهم المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعانيها الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد فيما يلي:
1- صعوبة التحكم بمشاعرهم وانفعالاتهم.
2- ضعف مهارات حل المشكلات، وسرعة الانفعال
3- مشكلات في التحكم في الغضب.
4- ضعف مهارات التواصل مع الآخرين.
5- عدم القدرة على التعبيرات غي الشفهية مما يصعب الاستجابة للمواقف الاجتماعية بشكل مناسب .

وعلى الرغم أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد يبدو أن لديهم نقص في المهارات الاجتماعية، إلا أنهم يعرفون أحيانا ماذا ينبغي أن يفعلوا ، وماهية المهارات الاجتماعية المطلوبة منهم في الموقف المحدد، إلا أنهم يفشلون في القدرة على أداء هذه المهارات، لذلك فهم يمكن تدريبهم على هذه المهارات، كالتدريب على التحكم في الغضب والحوار الشفهي، والقدرة على حل المشكلات، وضبط الذات.
وتعتبر عملية تدريب الوالدين والتدخل السلوكي من أهم الاستراتيجيات الاجتماعية والنفسية الفاعلة من أجل تطوير المهارات الاجتماعية عند هؤلاء الأطفال وإدارة الصف التي تركز على العلاقات مع الأقران بالنسبة للمعلم، ومن أجل تطوير هذه المهارات لا بد من اتباع ما يلي:
- عدم إطلاق الألفاظ السلبية على الطفل، والتي تصفه بعد القدرة وتركز على نقاط الضعف لديه، وعدم التعامل معه كطفل متدني الذكاء
- زيادة قدرته على الانتباه والتركيز التدريجي بتكليفه بمهام بسيطة وتعزيزه على انجازها، وعدم إجباره على ممارسة مهام أو واجبات تتطلب فترة زمنية طويلة.
- التركيز على المهام العملية والإجرائية الملموسة، وعدم التركيز على الأمور النظرية التجريدية، واستخدام أكبر قدر ممكن من الحواس
- التنويع والتغيير في المهام المكلف بها، وعدم الاعتماد على روتين معين حتى لا يشعر بالملل بسرعة.
- محاولة التركيز على نقاط القوة والقدرات التي يمتلكها الطفل وتقويتها وامتداحها أمام الآخرين
- إتاحة المجال له للعب الحركي وممارسة الأنشطة مع أقرانه، وتشجيعهم على الاندماج معه ومحو الانطباعات والصور الذهنية الخاطئة عنه
- تطوير ثقته بذاته وبقدراته، التي تتأثر نتيجة الإحباطات المتكررة التي يلاقيها من الأخرى، وعدم قدرته على الاستمرار وإتقان بعض المهام المكلف بها
- إلحاقه بالنوادي والجماعات التي تمارس أنشطة حركية ورياضية مشتركة
- تزويده بالوعي الكافي عن قدراته وما يتمتع به من مهارات وإتاحة المجال له لممارسة هواياته وميوله.
- إتاحة المجال له للتعبير عن مشاعره واحتياجاته وما يرغب في تحقيقه، وتفهم احتياجاته ومتطلباته.
- تجنب النقد المستمر للخبرات الفاشلة التي يمر بها لأن ذلك يؤدي إلى عدم استمراره في المهمات التي يبدأ بها وبالتالي عدم محاولته لأدائها مرة ثانية.
- تدريب على الضبط والتنظيم الذاتي عن طريق استخدام أسلوب التعليمات الذاتية أو التدريب على حل مشكلة ما في موقف ما واستخدام أسلوب لعب الأدوار و النمذجة وتعليمه الطفل كيف يراقب سلوكياته ويلاحظها.